الذكاء الاصطناعى فى عالم التشييد والبناء

د محمد الفران

يعمل حوالي 7% من القوى العاملة في العالم في صناعة البناء والتشييد ، لذلك فهو قطاع رئيسي في الاقتصاد العالمي حيث ينفق الأفراد والشركات حوالى  10 تريليون دولار سنويًا على الأنشطة المتعلقة بالبناء. ومع هذا فان استخدمات القطاعات الأخرى الذكاء الاصطناعي والتقنيات التكنولوجية الأخرى لرفع أدائها الإنتاجي وتحسين تكلفتها وتسيلماتها الوقتية اكثر بكثير منة فى عالم الانشاءات والبناء ،الذى يتقدم بوتيرة جليدية.

نمت صناعة البناء العالمية بنسبة 1٪ فقط سنويًا خلال العقود القليلة الماضية. مقارنة  بمعدل نمو قدره 3.6 % في التصنيع ، و 2.8 % للاقتصاد العالمي بأسره. ومع هذا فان الإنتاجية الفردية ، أو إجمالي الناتج الاقتصادي للعامل ، ثابتة في مجال البناء. وبالمقارنة ، نمت الإنتاجية بنسبة 1500 في المائة في تجارة التجزئة والتصنيع والزراعة منذ عام 1945. حيث ان من اهم الاسباب لذلك هو أن الإنشاءات تعد واحدة من أكثر الصناعات التي تعاني من نقص استخدام التكنولوجيا في العالم وبطئها في تبني التقنيات الجديدة

أعتماد التقنيات الحديثة فى مجال البناء يمكن أن يكون شاقًا فى البدء بالنسبة للشركات وان كان استخدام  التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي كمثال يساعدان في جعل مواقع العمل أكثر كفاءة وتوفيرا للمال والوقت  في هذه المشروعات العملاقة . وقد بدأت حلول الذكاء الاصطناعي التي أثرت في الصناعات الأخرى في الظهور في صناعة البناء والتشييد فى الاعوام القليلة الماضية.

وكاحد الامثلة الشهيرة لاستخدامات الذكاء الصناعى فى الانشاءات هو عملية التسعير وبناء التحليلات للمشاريع المتوقعة حيث ان الذكاء الصناعى يستطيع تعلم طرق التسعير وبناء الوحدات الرئيسية للتسعير من مشروع لاخر ومن مهندس لاخر . وذلك يؤدى الى زيادة المشاريع المدروسة والمسعرة والناجح الحصول عليها بناء على اقل مجهود وبيانات من الادارات المشتركة فى عملية التسعير والتقييم الفنى.

وايضا فى معظم المشاريع الضخمة تتجاوز المصروفات الفعلية الميزانية الموضوعة على الرغم من توظيف أفضل فرق لادارة  المشروع. ومن هنا فان اُستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية في المشروعات للتنبؤ بتجاوزات التكلفة بناءً على عوامل داخلية وخارجية مثل حجم المشروع ونوع العقد ومستوى الكفاءة لمديري المشاريع. حيث يتم استخدام البيانات التاريخية مثل تواريخ البدء والانتهاء المخططة بواسطة النماذج التنبؤية لتصور جداول زمنية واقعية للمشاريع المستقبلية. وايضا يعتمد على بيانات المصروفات من عمالة ومعدات وخامات ومستخلصات لمقاولى الباطن, يستطيع الذكاء الصناعى توقع الانحراف عن التكلفة المتوقعة قبل موعدة وتحديد اسباب لانحراف وايضا اقتراح طرق الحل وعرضها على مدير المشروع والمسؤلين عن التكاليف لتنفيذ الحلول المناسبة لتلافى خسارة المشروع او التاخيرات الزمنية .كما يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين مهارات مدير المشاريع ومهندسى التنفيذ وزيادة معرفتهم بسرعة. مما يقلل من الوقت الذي يستغرقه على تدريب الموارد الجديدة فى المشاريع. ونتيجة لذلك ، يتم تسريع تسليم المشروع

ثم ظهور استخدامات للذكاء الصناعى فى تصميم المباني من خلال التصميم التوليفي, واستخدام نمذجة معلومات البناء بيم التى هي عملية قائمة على النماذج ثلاثية الأبعاد التى توفر رؤى للمهندسين في مجال الهندسة والبناء لتخطيط وتصميم وإنشاء وإدارة المباني والبنية التحتية بكفاءة اعلى ووقت اقل . من اهم المجالات للاستخدامات الذكاء الصناعى فى تخطيط وتصميم بناء المنشاءات ، حيث تحتاج النماذج ثلاثية الأبعاد إلى مراعاة خطط الهندسة المعمارية والهندسة والميكانيكية والكهربائية والصحية وتسلسل أنشطة الفرق المعنية. حيث  يكمن التحدي في ضمان عدم تعارض النماذج المختلفة من الفرق الفرعية مع بعضها البعض.

فى النهاية فعلى اصحاب القرار فى صناعة الانشاءات والبناء والمدراء فى الشركات العملاقة الدفع فى تطويع التكنولوجيات الحديثة ومنها تطوير استخدام للذكاء الصناعى في المشاريع ودعم الشركات التى تتبنى تطوير هذة الخوارزميات للوصول الى اعلى معدلات انتاجية فى المشاريع الانشائية وتقليل الاخطاء البشرية وتقليل التكاليف المباشرة والغير مباشرة للمشاريع باختلاف احجامها  لانها اتية لا محالة……

Spread the love

Add comment